أدنوك تسلط الضوء على استراتيجيتها للنمو خلال مؤتمر ومعرض "جاستك" في اليابان
جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقاها معاليه في افتتاح مؤتمر ومعرض "جاستك"، أحد أهم الأحداث العالمية المختصة بصناعة الغاز والغاز الطبيعي المسال، والذي انطلقت فعالياته في العاصمة اليابانية طوكيو بمشاركة كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين وخبراء صناعة الغاز والطاقة في العالم، حيث أكد معاليه على ضرورة تطوير نماذج جديدة للشراكة في القطاع لمواكبة متغيرات السوق.
وقال معاليه: "إن ضمان نجاح شركات النفط والغاز في الظروف المتغيرة لقطاع الطاقة يتطلب بناء نماذج جديدة للشراكات التكاملية النوعية وبعيدة المدى وذلك بهدف تحقيق قيمة إضافية في كافة مراحل سلسلة القيمة بالاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة وضمان الوصول إلى الأسواق"، موضحاً بأن إبرام مثل هذه الشراكات التكاملية يتطلب من الشركات العاملة في القطاع تطوير خطط وأساليب التفكير والعمل التقليدي من أجل التكيف مع المتغيرات وتحقيق النمو المستقبلي.
وأكد معاليه في كلمته على أن التكنولوجيا والشراكة يمثلان عوامل رئيسية في استراتيجية أدنوك للنمو وفي خطتها الخمسية، حيث تركز الشركة على تعزيز الكفاءة والارتقاء بالأداء وتعزيز الربحية في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان المحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، فضلاً عن الاستثمار في تطوير مواهب وكفاءات الموارد البشرية لتضاهي أفضل المستويات العالمية.
وقال معالي د. سلطان أحمد الجابر: "بفضل توجيهات ودعم القيادة، أطلقت أدنوك خططاً طموحةً للنمو، ونحن على استعداد لإبرام شراكات استراتيجية تستفيد من التكنولوجيا المتطورة، وتضمن الوصول إلى الأسواق، وتعزز القيمة في كافة مراحل الأعمال، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وإدارة الغاز، والتكرير والبتروكيماويات".
وأضاف: "إننا مهتمون بشكل خاص بالفرص الكبيرة للنمو في مجال التكرير والبتروكيماويات والتي تمثل الشريحة الأسرع نمواً في قطاع الطاقة. ونحن مستعدون للتعاون مع الشركاء الذين يدركون أهمية هذه الفرص ويشاركوننا الرؤية والقيم، والجاهزين لمواجهة التحديات ويمتلكون الطموح لتحقيق المزيد من الفوائد المشتركة فيما نسعى للدخول إلى أسواق جديدة وتقديم منتجات متنوعة وعالية القيمة فيها".
ووفقا لاستراتيجية أدنوك للنمو، تسعى المجموعة لزيادة الطاقة الإنتاجية وتوسعة محفظة منتجاتها في التكرير والبتروكيماويات. ومن المخطط زيادة إنتاج النفط الخام إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2018، كما سيتم التوسع في مشاريع معالجة الغاز الحامض عبر زيادة القدرة الإنتاجية لمشروع الحصن للغاز بنسبة 50%. وتركز أدنوك أيضاً على رفع إنتاجها من البتروكيماويات والمنتجات عالية القيمة بنحو ثلاثة أضعاف من 4,5 مليون طن سنوياً إلى 11,4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025.
وتشكل التطورات التكنولوجية إحدى الممكّنات الأساسية لاستراتيجية أدنوك حيث ستسهم في تعزيز تنافسيتها، وضمان نموها المستدام وتحقيق الاستفادة المثلى من فرص السوق.
وأضاف معالي د. سلطان أحمد الجابر: "إن تطوير وتطبيق التكنولوجيا المبتكرة في كافة مراحل سلسلة القيمة سيسهم بشكل مباشر في رفع الكفاءة، والارتقاء بالأداء، وتحقيق الاستفادة القصوى من كل برميل نفط ننتجه. وسنركز في جهودنا على تطبيق أحدث تقنيات الاستخراج المعزز للنفط لتحسين مستويات الإنتاج وتعزيز القيمة من المكامن الحالية".
وتستند جهود أدنوك في التحول لشركة تركز على زيادة القيمة والأداء المتميز إلى أربعة ركائز رئيسية تتمثل في الاستثمار الأمثل لرأس المال البشري، والارتقاء بالأداء، وتعزيز الربحية، ورفع الكفاءة التشغيلية مع الالتزام الدائم بصحة وسلامة الكوادر، وبأمن وسلامة المنشآت والعمليات.
وأشار معالي د. الجابر إلى تنامي أهمية سوق الغاز في آسيا لمنتجي الطاقة، منوهاً إلى أن حصتها من واردات الغاز العالمية ستنمو من نحو نصف الطلب العالمي على الغاز حالياً إلى ثلثي هذا الطلب بحلول عام 2040 علماً بأن الطلب العالمي على الغاز سيزداد خلال نفس الفترة بمقدار 70%.
وأشار معاليه إلى أن التطور التكنولوجي في آليات الاستخراج المعزز للنفط قد ساهم في رفع الإنتاج لمواكبة الزيادة في الطلب العالمي، إلا أنه من الضروري أيضاً الاستثمار في البنية التحية لقطاع النفط والغاز، قائلاً: "يحتاج العالم في الوقت الراهن إلى بنية تحتية متقدمة تضمن ربط المنتجين والمستخدمين بصورة أكثر كفاءة وفعالية، موضحاً أنه وبحسب وكالة الطاقة العالمية يجب ضخ استثمارات تقدر بنحو 3 تريليونات دولار من الآن وحتى عام 2040 من أجل تطوير شبكات توزيع نقل الغاز في العالم".
وأوضح أن "توفير استثمارات بهذا الحجم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إبرام شراكات مبتكرة وراسخة تعزز التعاون على كافة المستويات، بما في ذلك بين الشركات بعضها بعضاً، وبين الدول والحكومات، وبين القطاعين العام والخاص، ومع مؤسسات التمويل الدولية".
وكان معاليه قد استهل كلمته بالإشارة إلى علاقات الصداقة المتميزة التي تربط دولة الامارات واليابان، التي تعد من أقدم وأهم شركاء وعملاء أدنوك، موضحاً بأن أدنوك توفر نحو ثلث احتياجات اليابان من النفط، وتزودها بالغاز الطبيعي منذ ما يزيد على أربعة عقود". وأكد على أن "علاقتنا مع اليابان تقدم نموذجاً ناجحاً للشراكات التي تسهم في تطوير القطاع وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي".
واختتم معاليه كلمته بتوجيه الدعوة لشركات القطاع في العالم إلى تكثيف التعاون والتنسيق وضم الجهود لتعزيز القدرة على التصدي للتحديات، واستكشاف آفاق جديدة، ودفع عجلة النمو والازدهار".
يشار إلى أن أدنوك قد بدأت في تطبيق استراتيجية للنمو والتطور تهدف إلى تعزيز الفعالية والارتقاء بالأداء وزيادة الربحية والقيمة واستمرار المساهمة في دعم اقتصاد دولة الامارات ومجتمعها. ويتمثل أحد المرتكزات الأساسية لهذه الاستراتيجية في إقامة شراكات جديدة في كافة مجالات عملياتها بما فيها الاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكيمياويات.
ويأتي حضور أدنوك في معرض ومؤتمر "جاس تك" ضمن مشاركتها في المؤتمرات والفعاليات العالمية المهمة لتؤكد من خلالها استعدادها للتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين الذين لديهم القدرة على الابتكار وتقديم قيمة إضافية في كافة مراحل سلسلة القيمة في قطاع النفط والغاز.