أدنوك تستقطب استثمارات خارجية تقدر بـ 14.7 مليار درهم لشركة أنابيب النفط
أبوظبي، 24 2019: أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اليوم عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية في مجال البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط مع "كي كي آر"، و"بلاك روك"، اللتين تُعدان من المؤسسات الاستثمارية الرائدة على مستوى العالم.
وقع الاتفاقية معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، ولورانس دي فنك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، وهنري كرافيس، رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي المشارك لشركة " كي كي آر" وذلك في المقر الرئيسي لشركة أدنوك.
ووفقاً للاتفاقية، ستقوم "أدنوك لأنابيب النفط"، التي تم إنشاؤها حديثاً كشركة فردية ذات مسؤولية محدودة، باستئجار حصة أدنوك في 18 أنبوباً تنقل النفط الخام والمكثفات من امتيازات أدنوك البرية والبحرية لمدة 23 عاماً. وبدورها تحصل "أدنوك لأنابيب النفط ذ.م.م" على تعرفة تدفعها أدنوك مقابل حصتها من كميات النفط الخام والمكثفات التي يتم ضخها عبر الأنابيب، مع تحديد التزام بحدٍّ أدنى من هذه الكميات. وستقوم الصناديق التي تديرها كل من "بلاك روك" و"كي كي آر" بتأسيس ائتلاف تحصلان من خلاله على نسبة 40% في شركة "أدنوك لأنابيب النفط ذ.م.م"، فيما تحتفظ أدنوك (الرئيسية) بحصة الأغلبية المتبقية والتي تبلغ 60% وكذلك بحق التحكم وإدارة عمليات الأنابيب. وستحقق هذه الاتفاقية عوائد لأدنوك تقدر بـ 14.7 مليار درهم تدفع مقدماً.
ويشكل هذا الاستثمار طويل الأجل لشركتي "بلاك روك" و"كي كي آر" تأكيداً على مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كوجهة استثمارية تشهد نمواً متسارعاً في جذب رأس المال الخارجي. وتمثل هذه الاتفاقية المرة الأولى التي توظف فيها مؤسسات استثمارية عالمية رائدة رؤوس أموال في أصول البنية التحتية الرئيسية لشركة نفط وطنية في منطقة الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع هذه الاتفاقية، تعمل أدنوك على وضع الأسس وتهيئة الظروف الملائمة لإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية في مجال البنية التحتية مع عدد من المؤسسات الاستثمارية. وستكون حصة أدنوك في شركة "أدنوك لأنابيب النفط " البالغة 60% مملوكة لأدنوك من خلال "أدنوك للبنية التحتية ذ.م.م"، إحدى الشركات التابعة والمملوكة بنسبة 100% لأدنوك. كما تمتلك "أدنوك للبنية التحتية ذ.م.م" أيضاً حصة أدنوك البالغة 100% في شركة خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام ذ.م.م (أدكوب). ومن المتوقع أن تضيف "أدنوك للبنى التحتية ذ.م.م"، في الوقت المناسب، مجموعة إضافية محددة من أصول البنية التحتية التابعة لشركة أدنوك لتكون منصة استثمار جديدة ومبتكرة في هذا المجال.
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، تحرص أدنوك على تحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الطبيعية والأصول القائمة من خلال استقطاب استثمارات استراتيجية تغطي مختلف جوانب ومراحل أعمال الشركة في قطاع النفط والغاز. ويسرنا اليوم التوقيع على هذه الاتفاقية مع مستثمرين يمتلكون خبرة واسعة ومكانة مرموقة كشركاء يعملون مع أدنوك للاستثمار في أصول محددة من الأنابيب. وتعكس هذه الخطوة جاذبية دولة الإمارات كوجهة عالمية مستقرة وموثوقة للاستثمار، كما تؤكد ثقة مجتمع الاستثمار العالمي بنهج أدنوك للشراكات النوعية والذكية التي تحقق أقصى قيمة من محفظة أصولها مع الاحتفاظ بحق التحكم بملكية وتشغيل هذه الأصول".
وأضاف: "تعد هذه الاتفاقية نموذجاً جديداً للخطوات المبتكرة التي تقوم بها أدنوك لتعزيز كفاءة الأصول ورأس المال وتحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وأدنوك. ونحن حريصون دوماً على توفير مجموعة من الفرص المجدية للمؤسسات الاستثمارية الإقليمية والعالمية للشراكة مع أدنوك والاستثمار في مشاريع تسهم في تحقيق أقصى قيمة من أصولها في البنية التحتية بالاعتماد على خبرة أدنوك في تصميم وتطوير برامج شراكات استراتيجية تركز على تعزيز القيمة، وبما يضمن المحافظة على امتلاك أبوظبي حق التحكم بأصولها. وتمثل هذه الاتفاقية إنجازاً مهماً لدولة الإمارات وأدنوك حيث أنها تمهد الطريق لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة المهمة".
من جانبه، قال هنري كرافيس: "لقد أنشأنا منصة أساسية مبتكرة للبنية التحتية في مجال نقل وتوزيع النفط بالتعاون مع ’أدنوك‘ و’بلاك روك‘، والتي يمكن أن تشكل محفزاً لاستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية لدولة الإمارات والمساهمة في النقلة النوعية التي يشهدها الاقتصاد المحلي. وعقب فترة طويلة من حضورنا في المنطقة، نحن نقدر تعاوننا مع ’أدنوك‘ كشريك استراتيجي يتمتع بإمكانات نوعية، والبيئة الاستثمارية الجاذبة التي تتميز بها أبوظبي لبدء أول استثمار مباشر لنا في المنطقة. وأنا على ثقة بأن هذه الاتفاقية ستكون مقدمةً للمزيد في الاستثمارات المحتملة مستقبلاً".
بدوره قال لاري فينك: "لقد رسخت شركة ’بلاك روك‘ لنفسها علاقات قوية في دولة الإمارات والمنطقة بشكل عام لسنوات عديدة، لذلك نحن سعداء بمشاركتنا في هذه الشراكة التاريخية. وتعد الشراكات بين القطاعين العام والخاص ضرورية لتعزيز مساهمة الاستثمارات الاستراتيجية في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستمر في المنطقة، ونحن واثقون من أن اتفاقية اليوم بين ’أدنوك‘، و’بلاك روك‘ و’كي كي آر‘ ستتبعها الكثير من الشراكات الاستثمارية المماثلة والتي سيكون لها مساهمة محورية في النمو المستقبلي للمنطقة".
وكانت أدنوك قد أعلنت في يوليو 2017، عن توسيع نموذج شراكاتها الاستراتيجية وخلق فرص استثمارية جديدة في مختلف مجالات وجوانب أعمالها في قطاع النفط والغاز، مع تعزيز الإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول ورأس المال. وتأتي هذه الاتفاقية عقب إطلاق الشركة عدداً من مبادرات خلق القيمة مؤخراً، بما في ذلك بدء تعامل أدنوك مع أسواق المال، وإصدار سندات شركة "خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام" (أدكوب)، والاكتتاب العام على أسهم "أدنوك للتوزيع"، والشراكة الاستراتيجية التجارية بين أدنوك للحفر و"بيكرهيوز"، وبين أدنوك للتكرير و"إيني" و"أو إم في". كما منحت وكالة "فيتش" أدنوك تصنيف ائتماني مستقل من الدرجة "AA+"، وتصنيف من الدرجة "AA" بالنسبة للقدرة على الوفاء بالتزاماتها طويلة الأجل، مع نظرة مستقبلية مستقرة. ويعد هذان التصنيفان حالياً أعلى تصنيفات ائتمانية تمنحها وكالة "فيتش" لشركة نفط وغاز على مستوى العالم.
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة ضمن استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي التي تستند إلى إرساء ثقافة مؤسسية تركز على الأداء المتميز وتعزيز الربحية وزيادة العائد الاقتصادي. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، حققت أدنوك إنجازاتٍ استثنائية كان أبرزها توحيد أعمال المجموعة وهويتها المؤسسية، وبدء تعاملها مع أسواق رأس المال العالمية لأول مرة، ونجاح أول اكتتاب عام على أسهم إحدى شركاتها، وفتح باب المشاركة في الامتيازات أمام شركاء استراتيجيين جدد، والعمل على النمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات باستثمارات تبلغ قيمتها 165 مليار درهم، وإطلاق مزايدة تنافسية لمنح تراخيص لمناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز في أبوظبي، وأطلقت أدنوك خطة لاستكشاف وتطوير الموارد غير التقليدية، وكذلك استراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدّرٍ له. وبدأت الشركة عملية تحول رقمي شاملة، واتخاذ خطوات للتوسع دولياً وفتح أسواق جديدة وإعادة هيكلة رأس المال وتحسين الأداء المالي، وإرساء ثقافة الأداء المتميز استناداً إلى ركائزها الأساسية التي تشمل الاستثمار في الكوادر البشرية ورعاية أصحاب الكفاءات والمواهب، والارتقاء بالأداء، ورفع الكفاءة، وزيادة العائد الاقتصادي والربحية، إضافة إلى تعزيز المرونة والنظرة الاستباقية لمواكبة تطورات القطاع، وإتاحة مجالات جديدة للتعاون بما يعزز النمو والتطور. ونجحت أدنوك في عام 2018 بتحقيق هدفها في الوصول بسعتها الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل يومياً من النفط الخام، وتم مؤخراً اختيار علامتها التجارية (هويتها) الأكثر قيمة في منطقة الشرق الأوسط.
وقامت "كي كي آر" بالاستثمار في هذا المشروع من خلال صندوقها الاستثماري العالمي الثالث للبنية التحتية، الذي تم إغلاقه في سبتمبر 2018 عند 7.4 مليار دولار أمريكي. وتبلغ قيمة أصول البنية التحتية التي تديرها "كي كي آر" 12.6 مليار دولار. ويعتمد هذا الاستثمار في أبوظبي على خبرة "كي كي آر" العالمية في توفير الموارد وإبرام اتفاقيات في مجال النقل والتوزيع مع شركاء يمتلكون قدرات وموارد وأصول عالية الجودة، بما في ذلك استثمارات في حوض "دي جيه" الأمريكي وخليج المكسيك، ومناطق كولومبيا البريطانية وألبرتا مونتني في كندا، وخليج كامبيتشي في المكسيك. وتستثمر "كي كي آر للبنية التحتية" في البنية التحتية الأساسية في مجال النقل والتوزيع مدعومة باحتياطيات ومستويات إنتاج مؤكدة وتدابير حماية تعاقدية، بهدف توفير سيولة نقدية على المدى الطويل للمستثمرين محمية من المخاطر.
وتستثمر "بلاك روك" في هذا المشروع من خلال سلسلة من الصناديق العالمية للاستثمار في مشاريع الطاقة والبنية التحتية (GEPIF)، التي وفرت للمستثمرين على مدى العقد الماضي استراتيجية تم اختبارها في الأسواق للاستثمار في مشاريع تعاقدية ذات أهمية حيوية في مجال البنية التحتية للطاقة على المستوى العالمي ضمن بيئة استثمارية تتميز بالاستقرار وامتلاك قدرات وموارد وأصول عالية الجودة. ويتماشى هذا التعاقد الاستثماري في مجال نقل وتوزيع النفط في أبوظبي مع استراتيجية الصندوق التي تهدف لبناء شراكات طويلة الأجل ذات قيمة إضافية مع أكبر شركات قطاع الطاقة على المستوى العالمي لتوفير حلول مخصصة تحقق منافع متبادلة للطرفين (الصندوق والطرف الآخر) من خلال تنفيذ استثمار يركز على الحماية من المخاطر والتأثيرات السلبية ويعتمد على نموذج استثمار أساسي يحقق نتائج مضمونة. ونجحت صناديق "بلاك روك" الاستثمارية في مجال الطاقة والبنية التحتية في تطبيق هذه النهج الاستشاري والمصمم خصيصاً للاستثمار في تنفيذ مشاريع تعاقدية في مجال البنية التحتية للطاقة والكهرباء في أربع قارات شملت أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا وآسيا، وأسهمت في تحقيق مدخلات وعوائد للمستثمرين عبر دورات السوق.
مزيد من التفاصيل عن الاتفاقية
ستقوم شركة "أدنوك لأنابيب النفط" باستئجار 18 خطاً لأنابيب النفط بطول إجمالي يزيد على 750 كيلومتراً وبسعة إجمالية تبلغ حوالي 13 مليون برميل يومياً. وتمثل هذه الأصول بنية تحتية رئيسية للنقل والتوزيع لمنظومة الطاقة في أبوظبي، حيث تتيح نقل معظم إنتاج النفط الخام من أصول الحقول البرية والبحرية في أبوظبي إلى منافذ ومحطات التسليم الرئيسية في الإمارة لتحويله إلى منتجات أخرى عالية القيمة أو تصديره إلى أسواق الطاقة العالمية. ويرتكز خط الأنابيب على التزامات طويلة الأمد بضخ حد أدنى من النفط والمكثفات، مدعوماً بإنتاج مستقر من النفط الخام من أدنوك البرية وأدنوك البحرية اللتين لديهما شراكات مع شركات نفط دولية ويبلغ متوسط المدة المتبقية من امتيازات شركتي أدنوك البرية والبحرية أكثر من 35 عاماً.
يشار إلى أن "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" و"جي بي مورجان" عملا كمستشارين ماليين لـ أدنوك، في حين عملت "موليس وشركاه" كمستشار مالي مستقل لدى أدنوك.
نبذة عن "أدنوك":
تعدّ شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" واحدة من أكبر مجموعات شركات الطاقة والبتروكيماويات المتنوعة الرائدة على مستوى العالم، حيث يبلغ إنتاجها 3 ملايين برميل من النفط الخام، و10.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً. ومن خلال 14 شركة فرعية متخصصة ومشروعاً مشتركاً، تعتبر أدنوك محفزاً أساسياً للنمو والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات.